الاثنين، أغسطس 22، 2011

عن القيم واشياء اخرى

خلال الاثنى عشر شهرا الماضة وحتى هذه اللحظة تغيرت كثيرا
كل يوم اكتشف اني كبرت كثيرا
مرة حيين اعلم ان فلانة اخت صديقي في الجامعة الطفلة التي كنا نداعبها قائلين "وانتي بقي في سنة كام؟؟" كثروا خطابها
ومرة حين اكتشف ان فلان اخو صديقي في الثانوي الذي كان يأكل المصاصة بالامس مطلوبا للتجنيد اليوم

مرة حين اتذكر مكالمة هاتفية اجريتها منذ خمس اعوام على الاقل

حين تقابل زميل تعرفة منذ عشرة اعوام وتعلم انه بقي ابو فلان -ربنا يخلي-او انه -ربنا يبارك- ابو فلان وفلان

هذا عن كبر الذكريات
اما كبر الافعال
فحين تدرك كم من البشر يختلفون عنك في قيمهم تعلم ان عمرك ضاع هباء دون ان تعلم عنهم
حين تدرك انك لم تتون بالوان تناسب طبيعة لوحت الدنيوية فتلعم انك تضى من جهل لجهل
حين ترى ما يشبه حلوتك الفضلة في يدي طفل ثان لمجرد ان اسنانه لم تصاب بالسوس وانت عاجر عن طرد السوس من اسنانك والافكار من راسك تعلم كيف كانت عاقبة من يملك قيما بعينها
حين ترى القيم تتحول لمبادئ والمبادئ تتحول لقيم تشفق على نيوتن الذي افنى عمره في كتاب ملتبس
حين تخوض تجربة التويتر تعلم ان مكانك الطبيعي هو مدونتك
حين تطمح للعمل في جوجل فتكتشف انها لا تفرق كثيرا عن مايكوسوفت بل وفودافون
حين تكتب موضوعا كهذا فتحرص على انتقاء ماتقول لان ليس كل شيء يقال وانت تدرك ان قراء هذا الموضوع لن يتعدوا من يعرفون كل شيء بالفعل فانت مازلت تحلم يا صديقي
مازلت تظن ان القيم هي متجهات مستقيمة في فراغ اقليدي من المبادئ المتعامدة على عدد لانهائي من الابعاد
حيث قيمتك تجاه الصدق مثلا تعكس موقفك الديني والاخلاقي والسلوكي والوطنى والمهني والعاطفي والمادي
مازلت مسكينا يا عزيزي
مازلت طفلا لا تعلم كيف تقطع شركة ما الاتصال عن عملاءها بالرغم من ان ذلك قد-وقد فعل- يتسبب في موت ابرياء
مازلت طفلا لا تعلم كيف يسرق اديسون من تسلا
مازلت طفلا لا تفهم كيف يظل حسني مبارك ولا يهرب
مازلت طفلا لا تفهم كيف يقتل القذافي البعض ليحكم البعض الاخر
مازلت طفلا لا تفهم كيف يكون في يديك ان تنقذ الاف الابرياء وتترفع عن ذلك لاعتبارات سياسية
بالاحرى مادية
ان لم تكن عرقية
مسكين انت حين تظن ان جوجل على ضخامتها لا تستطيع ان تجد حلا افضل من سبيك تو تويت
انها وجدت بالطبع ولكنها لا تحبذه
وهذا الحل فقط لحفظ ماء الوجه
ان جوجل-من كنت تحب- لم تتصرف كما كنت تتوقع والسبب بسيط للغاية الربح يا عزيزي

كان هذا بعض من نصف كوب الماء الخالي

ليس نعيا لجوجل في قلبي ولكن بعض الهموم  بعضها من بعض
اما الكوب الممتلئ فهو
هناك اخرون مساكين مثلك
هذا الشخص الذي قرر رفع على مصر فوق سفارة سرائيل
بما له من معنى ومضمون سياسي ونفسي وقومي كبير
هؤلاء الثوان اللذين يسيطرون الان على ليبيا على الرغم من انف الجيش الذي لن يستطيع ان يقول انه حمى الثورة
عل من ينتحبون في مصرنا الغالية عن اننا لسنا -الحمد لله - كليبيا او سوريا يعلموا ان النهاية واحده وان القيم قيم والمبادئ مبادئ
وان الحق حق وان الباطل زهوقا
عل عودة الاتصالات لليبيا تعني ان لابد من اخر يا ليل ونغلب الظلمة
عل شراء جوجل لموتورلا يكون كما اتوقع بداية النهاية لجوجل
عل الله يهديني لما يحب ويرضى
اللهم اهدني فاني حائر لا اعلم

ليست هناك تعليقات: