الاثنين، سبتمبر 12، 2011

خلسة

نعم ان العنوان صحيح
انه خلسة وليس غلسة
وخلسة تعني في اللغة ...في غفلة من مراقب


امس كنت اقود سيارتي في طريق النصر في تلك المنطقة المتعمد تنظيمها مروريا عن طريق الدوران للخلف بدلا من اشارات المرور الطبيعية لتحويل الطاقة المبذولة من رجال المرور لطاقة محروقة من المواطنين تتمثل في احراق المزيد من الوقود والاكثر من استهلاك السيارة والاكثر بكثر من الوقت الضائع
اعترف بان هذا النوع من الدوران للخلف-اليو تيرن-خاصة ذلك الموجود في المربع الذهبي-عباس العقاد,طريق النصر,مكرم عبيد,مصطفى النحاس- اي من دورانات هذا المربع يستهلك من عمري ما يقرب من ثلث الساعة على الاقل لعبوره مرة واحده

ولكن ليس هذا موضوعنا
امس كنت اقود في احد هذه المضيعات للوقت والمال حيث يكثر الباعة الجائلين بمناديل ومعطرات وماسحين السيارات
وكثر منهم اطفال
احداهن-طفلة في حدود الثالثة عشرة-اتت لتقوم بمسح سياراتي ولكني رفضت شاكرا

وحيث ان الطريق يقف مشلولا فلقد تسليت بمراقبتها

فوجدتها في لحظة ما تتبع سيارة متواضعة الى حد ما-128- من الخلف
تمسك بطرف السيارة الاخير
السيارة تسير ببطئ
تقوم الفتاه بمحاولة تسلق السيارة
ثم جلست على حقيبة السيارة

فقط

لم تفعل شيئا اخر
لم تكن تقوم باي سلوك ضد قائد السيارة
لم تكن تنظر لاصحاب السيارات الاخرى
فقط جلست وظلت عينيها تراقب شيئا ما في الخلف
لم يسمح لي الموقف ان ارى ما تنظر اليه
ولكن ليس استنتاجل ببعيد

انها تنظر لمن يقوم بتشغيلها

الله اعلم بمن هو
من الممكن ان يكون اب سكير او جده طاعنة في السن او اخ اكبر كسول
انها ببساطة تختلس الجلوس
لقد جلست خلسة وفي غفلة منه
ببساطة جلست لتستريح
جلست لتستريح خلسة فلم تجد الا الجلوس على حقيبة سيارة تسير في الطريق
بالتأكيد في لحظة ما قبل الجلوس حاولت المقاومة والاستمرار في العمل
بالتأكيد تسائلت عن مدى غلظة قائد السيارة التي ستجلس عليها وكيف ستكون ردة فعله
وبالتأكيد ايضا قررت انها -ردة فعله- اي ما كانت

ستكون اهون من ردة فعل من يدفعها للعمل والوقوف طوال هذا الوقت لو شاهدها جالسة على الرصيف
نعم
كان من الممكن ان تجلس لتستريح على الممشى او الرصيف
ولكنها في هذا الوضع ستصبح امام اعين هذا الشخص الذي يدفعها للعمل
وحينها لا يعلم الا الله كيف كان سيقدر عقابها


للحظة حاولت ان اتسامح مع هذا الوغد
عله اب مريض
علها ام مسكينة لها اطفال كثر
ولكن
لم اجد مبرر ما يجعل هذا الوغد يدفع طفله للعمل بحيث يمنعها من الجلوس للاستراحة بالقدر الذي يدفعها في المقابل للجلوس على سيارة متحركة


ان خطورة هذا ليس في تقبل الطفلة في هذا السن لهذه المخاطرة

انها في تقبل الطفلة في هذا السن لقبول المخاطرة اصلا

هل تتخيل حين يضيق الحال بهذه الطفلة؟؟؟
هل لديك من الخيال الواسع او حتى الضيق ما يسمح لك بتصور مستقبلها؟؟؟؟

هل تعلم ان هؤلاء الاطفال هم بلطجية ولصوص الغد؟؟؟
بالطبع من الممكن ان يتحلى الطفل بالارادة فيستقل عن دافعه للعمل  ويعمل لحسابه الخاص ويكمل تعليمه ويصبح طبيبا او عالما
لكن هل تعلم ما احتمال هذا؟؟؟؟

ونهاية
هل لديك اي اقتراحات قد تساهم في مساعدة هؤلاء الاطفال؟؟؟

اتركك الان مع بعض الصور لاطفال الشوارع
عللك تدرك خطورة الموقف

















ليست هناك تعليقات: