الخميس، فبراير 23، 2012

عنوة

كنت من قبل كتبت موضوع خلسة  اقترح عليك مراجعته

بالامس وقفت سائقا في اشارة طلعت ميدان طلعت حرب

طلفة صغيرة في السابعة من عمرها اتت الى سيارتي سائلة لله شيئا من اجل ان تأكل به

محلوظة جانبية: قاومت نفسي مرارا حتى لا اصف المشهد بشكل كامل ولكني اعتقد ان على من سوف يقراء عن هذا الموقف ان يكون متفهم  المشهد بشكل كبير لذا اعذروني على وصفي السخيف

طفلة في السابعة
برد لا بأس به
طفلة شوارع بكل معنى الكلمة ..طفلة الشارع بيتها
مصابة بحرق ما في ثلثي الرأس تسبب في ازالة الشعر منه
حرق للاسف حقيقي وللاسف ايضا مسيطر عليه..لم يتسرب لوجهها على الرغم من حجمه الكبير
باختصار هذا حرق حقيقي للاسف ومفتعل للاسف الشديد

تعتصر في يديها علبة عصير
بالطبع لا تملك رفاهية شراءه ولكنه غالبا عطية من سيارة سابقة

حين سالتني
خذلتها 
كان زجاج السيارة مغلقا فاشرت لها ان يسهل  لك الله
فقامت بفتح باب السيارة المجاور لي
قامت بفتحه فعلا
في رد فعل طبيعي جذبت الباب ثانيا وعيني على اصابع يديها الصغيرة خوفا من ان تصاب باذي اثناء غلقي الباب 

فقامت بفتحه ثانيا 
فجذبته وظللت ممسك به
فحاولت فتحه بكل قوتها
كل قوتها بالمعنى الحرفي للكلمة
اي انها امسكت الباب بكلتا يديها وقامت باستخدام وزنها كله كالة جذب
لا تعبير على وجهها 
لا نظرة استعطاف ولا نظرة كراهية حتى
نظرة مختلفة
في الواقع كانت لا تنظر لي بالقدر الذي تنظر به للباب نفسه
ظللت مشدوها ومدهوشا ومشوشا وعاجز عن التفكير طوال فترة وقوفي في الاشارة
كل ما استطعت ان اجبر عقلي على فعله هو استيعاب المشهد قدر المستطاع وبالطبع المحافظة على الباب مغلقا

حين تحركت بالسيارة
فكرت وتذكرت
تذكرت دنيا الطفلة التي قابلتها في اعتصام يوليو 
الطفلة ذات الاثنى عشر خريفا التي تعمل بائعة مناديل وتعيش مع جدتها المعتمده في حياتها على المعاش واخوها ذو العشرين عاما ولا يعمل
الطفلة التي تجبر على هذا العمل والا تضرب من اخوها الاكبر قبل جدتها
الطفلة التي حين سالتها كم تكسب يوميا قالت 
عشرين خمسة وعشرين جنيه
ثم سالتني ونظره استشهاد في عينيها 
وحشين دول؟؟؟
لن تحتاج لتكون عبقري رياضيات لتعلم انها تكسب مع يعادل ضغف مرتب موظف خريج جامعة يعمل في قطاع خاص في بداية حياته

فكرت لماذا كانت طفلة طلعت حرب..ويا لسخرية القدر.. تنظر للباب بهذا الاصرار
كانت تنظر للباب لان هذا هو الباب الذي اذا فتحته سيرتفع معدل انتاجها اليوم الى من ربع جنيه الى جنيه 
خطوة في سبيل تجنب العقاب الذي ستناله اخر الليل بعد يوم عمل متعب للغاية

تذكرت حوار سمعته بين ثلاث نسوة متسولين صدفة
تحكي في احداهن عن حلمها ليلة امس بان شخصا ما اعطاها خمسين جنيها

فكرت في اهمية ووجوب ايجاد حل ما لهؤلاء الاطفال حتى يتسنى لهم الحياه اصلا بغض النظر عن مدى ودرجة كرامة هذه الحياة

حل لا يعتمد على العطايا والهبات  والحسنات
حل يقوم بايجاد حلول
حل يشبه فكرة الجاموسة العشر
حل منتج
حل كمصنع يتكفل ربحه بالصرف على هؤلاء

ان وجدت حلا فاخبرني به ويدي في يديك حتى نحققه

و

ليست هناك تعليقات: